وقال في الكبير: تتمته: "قلت: وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت؛ إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، قال الدميري: رجاله ثقات.
قلت: فيه أمران، الأول: لفظ الحديث لم يذكره بتمامه لا المصنف ولا الشارح، قال ابن ماجه آخر كتاب الجنائز من سننه [١/ ٥٢٤، رقم ١٦٣٧]:
حدثنا عمرو بن سواد المصري ثنا عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أكثروا الصلاة عَلَيَّ يوم الجمعة، فإنه مشهود وتشهده الملائكة، وإن أحدًا لن يصلي عليَّ إلا عرضت عليَّ صلاته حين يفرغ منها، قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت، إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي اللَّه حيَّ يرزق".
وهكذا رواه الثقفي في الثقفيات أيضًا فقال:
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقري أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة ثنا ابن وهب به مثله.
وأخرجه الطبراني في الكبير قال:
ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الدرداء به.
الثاني: أن الشارح نقل توثيق رجاله وغفل عن علته وهي الانقطاع، فقد قال الحافظ البوصيري في زوائد ابن ماجه: حديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين، لأن عبادة روايته عن أبي الدرداء مرسلة، وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة قاله البخاري اهـ.
[تنبيه]
وقع لابن القيم في جلاء الأفهام وهم عجيب في هذا الحديث، فإنه أورده أولًا