قال في الكبير: رواه من حديث موسى بن أيوب عن إبراهيم بن شعيب الخولانى وابن أدهم عن هشام عن أبيه، وقال أيضًا: هذا الحديث خرجه الحكيم الترمذى على غير هذا السياق. . إلخ.
قلت: في هذا أمور، أحدها: الوهم في قوله: إبراهيم بن شعيب وابن أدهم، والصواب: عن إبراهيم بن أدهم.
الثانى: الحديث الذي أشار إليه خرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [٨/ ٤٨] بعد هذا الحديث مباشرة، فالعزو إلى الحكيم الترمذى يوهم أن أبا نعيم لم يخرجه.
الثالث: سياق إيراده يفيد أنهما حديث واحد، وأن الكل من رواية عائشة، والواقع أنهما حديثان وأن الذي أورده من حديث أنس.
[فائدة]
في هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الحديث العاملين بالكتاب والسنة، فهو كقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أحيا سنتى عند فساد أمتى فله أجر مائة شهيد" والمراد بسكرة حب الجهل سكرة التعصب للتقليد، فالحديث وارد في ذم المقلدة، ومدح أهل السنَّة.
قال الحافظ في أماليه: وهو عجيب التسلسل بالمحمدين وليس في إسناده من ينظر في حاله سوى محمد بن عمرو، واسم جده سهل، ضعفه يحيى القطان ووثقه ابن حبان، وله متابع رواه أحمد [٥/ ٢٩٠]، وابن خزيمة من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير أتم منه.