قال الشارح: وإسناده صحيح، فرمز المؤلف لحسنه تقصير.
قلت: بل هو فوق حقه، فقد أورده ابن حبان في الضعفاء، ثم هو مضطرب في سنده اختلاف شديد يطول ذكره بينه البخارى في التاريخ الكبير في ترجمة سلمة بن يزيد [٤/ ٧٣، رقم ١٩٩٥]، وأشار إلى بعضه أبو داود في السنن. ثم إن الشارح قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو كما قال أو أعلى، فقد رواه أيضًا أحمد [٣/ ٤٧٨] والطبرانى [٧/ ٣٩، رقم ٦٣١٩] وغيرهما، قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح اهـ. وهذا يوهم أنهما خرجاه من حديث ابن مسعود المذكور في المتن وليس كذلك، بل خرجاه من حديث سلمة بن يزيد، وسنده وإن كان رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى، إلا أنه مضطرب جدًا كما بينه البخارى.
[طريفة]
قال الشارح على قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والمَوْءُوة": أي المفعول لها ذلك وهي أم الطفل، فيكون معنى الحديث: الوائدة التي هي أم الطفل والمؤودة التي هي أم الطفل في النار، وهذا لا ينطق به عاقل في الدنيا يعرف ما يقول حتى الشارح نفسه فضلا عن أكمل الخلق -صلى اللَّه عليه وسلم-.