وصرح المتأخرون بتواتره أيضًا، اعتمادا على قول ابن عبد البر أنه روى من وجوه كثيرة متواترة، لأن المتواتر في لسان الأقدمين كالطحاوى وابن حزم وابن عبد البر لا يريدون منه معناه الأصولى الاصطلاحى، وإنما يريدون منه تتابع الطرق وتواردها على معنى واحد، لأنهم يعبرون بذلك عما له ثلاثة طرق وأربعة، وهو لا يفيد التواتر جزما، وذلك غرَّ جماعة ومنهم المؤلف، فأكثر في كتابه من الأحاديث المشتهرة، وظنها متواترة، وكذلك شيخنا في "نظم المتناثر"، بل أورد فيه الضعيف وعده متواترا.
١٢٢٢/ ٢٧٦١ - "أهل البدع شر الخلق والخليقة"
(حل) عن أنس
قال الشارح: بإسناد ضعيف.
قلت: ما هو ضعيف، بل شده على شرط الصحيح، فأبو نعيم رواه في الحلية من طريق الطبرانى وغيره، ثم من رواية محمد بن عبد اللَّه بن عمار: ثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعى عن قتادة عن أنس به، ثم قال: تفرد به المعافى عن الأوزاعي بهذا اللفظ ورواه عيسى بن يونس عن الأوزاعى نحوه.
فهؤلاء ثقات من رجال الصحيح إلا محمد بن عبد اللَّه بن عمار الموصلى، فهو من رجال النسائى وهو أيضًا ثقة حافظ، وقد رواه عنه جماعة منهم أحمد بن حماد بن سفيان كما عند أبي نعيم في الحلية، وعلى بن سعيد