وأما الفرق بين فاحش الغلط وفاحش الغفلة وسيء الحفظ، فقال في المنهج السوي للسيد العلامة عبد الرحمن بن سليمان رحمه اللَّه تعالى:
وأما فاحش الغلط فبأن يكون خطؤه أكثر من صوابه أو يتساويان إذ لا يخلو الإنسان من الغلط والنسيان، قال في شرح الألفية: كأن يكون كثير السهو في رواياته ولم يُحدث من أصل صحيح، انتهى.
قال الشيخ محمد أكرم: وكلام شرح الألفية يقتضي تقييد فحش الغلط بما إذا حدث بالطريق الذي يفحش غلطه فيه، أما من كان كثير السهو في الروايات بطريق الحفظ، ويكون له أصل صحيح إذا حدث منه لا يغلط، فيقبل حديثه كما يفهم من كلام العراقي، بل صرحوا بذلك أيضًا، فمن فحش غلطه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه، فحديثه منكر، وأما الغفلة فعلى قسمين:
أحدهما: أن تكون مطلقة، بأن يكون مغفلا لا يميز بين الصواب والخطأ، ويعرف ذلك بالغلط الفاحش، وبقبول التلقين: وهو أن يتلقن الشيء فيحدث به من غير أن يعلم أنه من حديثه، كموسى بن دينار المكي، فإنه لقنه حفص بن غياث ويحيى القطان وغيرهما، فجعل حفص بن غياث يضع له الحديث، فيقول: حدثتك عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي اللَّه عنها بكذا وكذا، فيقول: حدثتني عائشة بنت