وكذلك رواه الطبرانى في المعجم الكبير الذي هو مسند في الحقيقة كما تقدم عزوه إليهما، وغيرهما في حرف الضاد، فالمؤلف لَمَّا لَمْ يترجح عنده قَولٌ فيه ذَكَرَهُ، وأطلق كما هو وارد في الأسانيد، وعلى الناظر أن يحقق ويبحث، والشارح إما غافل عن هذا، أو متعنت معاند، وهو الأقرب.
[تنبيه]
روى هذا الحديث القضاعى في مسند الشهاب من طريق سفيان [رقم ٢٣١]:
عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب فقال: عن عامر عن ابن مسعود، فجعله من مسند عبد اللَّه بن مسعود، وكأنه ظن أن عامرًا هو الشعبى فقال: عن ابن مسعود، والواقع أنه عامر بن مسعود.
كما رواه أحمد [٤/ ٣٣٥]، والترمذى [رقم ٧٩٤]، والطبرانى، والبيهقى [٤/ ٢٩٦ - ٢٩٧] كلهم من طريق سفيان الثورى بهذا الإسناد.
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن الترمذى تفرد به عن الستة، وليس كذلك، فقد قال ابن حجر: رواه أحمد وأصحاب السنن والحاكم والبيهقى عن سمرة. . إلخ.
قلت: من تلبيس الشارح أنه ينقل كلام من يصنف في الأحكام والأخلاق وبعبارة من يصنف على الأبواب ويتعقب بها صنيع المصنف المرتب على الحروف، فأبو داود [رقم ٢٨٣٧]، والنسائى [٧/ ١٦٦]، وابن ماجه [رقم ٣١٦٥] كلهم رووه بلفظ: "كل غلام مرتهن بعقُيقته تذبح. . . " الحديث، وهذا موضعه في اصطلاح المؤلف حرف الكاف إلا أنه ذكره في الأصل ولم