وفي الباب عن جابر بن عبد اللَّه وحذيفة بن اليمان وعبد اللَّه بن عمر والمطلب ابن حنطب مرسلًا خرجتها في المستخرج على مسند الشهاب.
[فائدة]
قال الشارح في الكلام على هذا الحديث: ذكر المقريزي أن بعض الثقات أخبره أنه سار في بلاد الصعيد على حائط العجوز ومعه رفقة، فاقتلع أحدهم منها لبنة فإذا هي كبيرة جدًا، فسقطت فانفلقت عن حبة فول في غاية الكبر فكسروها فوجدوها سالمة من السوس كأنها كما حصدت، فأكل كل منهم قطعة منها فكانت دخرت لهم من زمن فرعون، [فإن] العجوز بنيت عقب غرقه، فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها.
قلت: ووقع في زماننا هذا ما هو أغرب من هذا في تحقيق مصداق هذا الحديث الشريف، وهو أن ملاح سفينة صغيرة لصيد الأسماك أمر زوجته صباحًا عند إرادة الخروج إلى الصيد أن تحضر له رغيفًا، وتجعل داخله قطعة لحم قديد يتغذى به في البحر، فجاءت هرة فأخذت قطعة القديد وهربت بها، فأدركها الرجل وأخذ القطعة منها وردها داخل الرغيف وخرج به في خرجه، فلما أراد الصعود إلى المركب سقط منه الرغيف بما فيه من القديد في البحر، ثم دخل البحر ومدَّ بشبكته، وبعد المدة المضروبة لها جمعها على العادة المتبعة، فخرج فيها سمك كثير ومن بينه سمكة كبيرة فاختار أن يأخذها بيته ولا يبيعها، فلما دفعها لزوجته وشرعت في إصلاحها شقت بطنها فوجدت فيه قطعة القديد التي سقطت مثله في البحر بعد أن أخذت من فم الهرة، فقالت لزوجها: انظر رزق الهرة فإنه بعد أن غرق في البحر رجع إليها والهرة حاضرة فرفعته إليها فأكلته، فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها.