وقال في الكبير: ظاهر صنيع المؤلف أن الخطيب خرجه ساكتًا عليه، وليس كما وهم؛ بل أعله بلاحق بن الحسين، وقال: إنه يضع، وقال في موضع آخر: كان كذابًا إذ يضع الحديث على الثقات، ويسند المراسيل اهـ، فعزوه له مع حذف ما عقبه به من هذه العلة التي هي أقبح العلل غير صواب.
[[في الكلام على لاحق بن الحسين]]
قلت: كذب الشارح في هذا وأسخف فإن الخطيب [١٤/ ٩٩] ما عقبه بشيء ولا ذكر له علة بل ترجم للاحق بن الحسين وذكر ما قيل فيه من الجرح، وأسند في ترجمته هذا الحديث على عادته فقال: لاحق بن الحسين بن عمران ابن أبي الورد أبو عمر يعرف بالمقدسي، تغرب وحدث بأصبهان وخراسان وما وراء النهر عن خلق لا يحصون من الغرباء والمجاهيل أحاديث مناكير وأباطيل، حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو عمر لاحق بن الحسين فذكر الحديث، ثم قال: حدثني أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد أخو الخلال والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي كلاهما عن أبي سيد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال لاحق بن الحسين: كنيته: أبو عمر كان يذكر أنه مقدسي الأصل، وربما كان يقول: إنه بغدادي كان كذابًا أفاكًا يضع الحديث عن الثقات ويسند المراسيل ويحدث عمن لم يسمع منهم، حدثنا يومًا عن الربيع بن حسان الكسي والمفضل بن محمد الجندي فقلت: أين كتبت ومتى كتبت عنهما؟ فذكر أنه كتب عنهما بمكة بعد العشرين والثلاثمائة فقلت: كيف كتبت عنهما بعد العشرين وقد ماتا قبل العشرين؟! ووضع نسخًا لأناس لا تعرف أساميهم في