جملة رواة الحديث مثل: طرغال وطربال وكركدن وشعبوب ومثل هذا شيئًا غير قليل ولا نعلم رأينا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة الدراية، وأطال الإدريسي في الكلام عنه بما يراجع من تاريخ الخطيب، فبان أن الخطيب لم يعلل الحديث بشيء، وإنما ذكر ترجمة الرجل وما قيل فيه من الجرح وأسند عنه الحديث الذي قد يعد هو من أسباب جرحه.
ثم إن قول الشارح: وقال في موضع آخر: كان كذابًا يضع الحديث على الثقات ويسند المراسيل كذب من وجهين:
أحدهما: أنه لم يذكره في موضع آخر بل في نفس ترجمة لاحق بن الحسين.
ثانيهما: أن الخطيب نقل ذلك عن الإدريسي كما سبق ولم يقله من عنده.
وبعد هذا كله فقد نبهنا مرارًا على أن هذا من سخافة الشارح وأن المصنف ما وضع كتابه لينقل فيه العلل وجرح الرواة بل اكتفى عن ذلك بالرموز، وقد رمز للحديث بعلامة الضعيف، وقد غلط الشارح في الصغير إذ كتب: صحابي هذا الحديث أنس والصواب ابن عباس، كما أنه غلط فيه أغلاطًا أخرى إذ ذكره المصنف سابقًا في حرف إذا بلفظ:"إذا أراد اللَّه إنفاذ قضائه" فارجع إلى تلك الأغلاط وضمها إلى ما هنا واحمد اللَّه على السلامة.