للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الهيثمي: وفيه عطية العوفي ضعيف وقد وثق.

[[في الكلام على أبي عبد الرحمن السلمي]]

قلت: هذا غلط من وجوه، أحدها: أن أبا عبد الرحمن السلمي ثقة صوفي زاهد جليل نبيل من بيت علم وفضل (١) وله معرفة تامة بالحديث و [له] مصنفاته زادت على المائة، وحاشاه من الكذب، وإنما تكلم فيه لأجل تصوفه أهل الجمود من علماء الرسوم الجاهلين باللَّه تعالى على أنهم برءوا ساحته من الكذب، وقالوا: هو أنبل وأجل من ذلك، وإنما فاه بذلك محمد بن يوسف القطان حسدًا وبغيًا من عنده وبنى ما قال على أنه لم يكن سمع من الأصم سوى شيء يسير، فلما مات الحاكم وتأخر أبو عبد الرحمن السلمي بعده حدث بعده عن الأصم بتاريخ ابن معين وبأشياء كثيرة سواه، وهذا مع كونه ناشئًا عن حسد وعداوة ومنافسة فهو دال على جهل قائله، فقد يكون الأصم أجاز لأبي عبد الرحمن السلمي سائر مروياته، بل هو الواقع المحقق المعروف من حال أهل الرواية، فكان أبو عبد الرحمن السلمي يحدث بذلك من طريق الإجازة وأي ضرر في هذا، بل ما صار المتأخرون يحدثون غالبًا إلا من طريق الإجازة، هذا لو سلم أنه لم يسمع من الأصم ما حدث به وإلا فهي دعوى مضروب بها وجه صاحبها، وإذا الأمر كذلك فلا معنى لإطلاق اسم الوضاع على مثل أبي عبد الرحمن السلمي الحافظ الكبير الثقة الصوفي الجليل، وهذا مما يدلك على عظيم جهل الشارح وفراغ قلبه من الوقوف على حقيقة الأشياء وثمرات العلوم، وإنما هو رجل ينقل ويحطب ويهرف بما لا يعرف.

ثانيها: أن أبا عبد الرحمن السلمي من شيوخ البيهقي الذين أكثر الرواية عنهم في كتبه، والحديث لا يعل بتلك الطبقة إلا فيما انفردوا به من الغرائب التي لم توجد قبلهم في كتاب، وهذا الحديث مخرج في الأصول التي مات مؤلفوها


(١) في الأصل المخطوط: العلم والفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>