قبل ولادة أبي عبد الرحمن السلمي بأزيد من مائة سنة، فكيف يتهم به أبو عبد الرحمن أو يعل به الحديث، إن هذه لجهالة مزرية فاضحة، فقد قال أبو يعلي في مسنده:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن عطية العوفي عن أبي سعيد به.
وقد نقل الشارح نفسه أن الحديث خرجه أبو يعلي، وقد مات قبل ولادة السلمي بمدة، ثم هو مخرج أيضًا في مسند عثمان بن أبي شيبة شيخ أبي يعلي فيه، ومن طريقه أسنده القضاعي في مسند الشهاب فقال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى السمسار ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن أبي دجانة ثنا أحمد بن إبراهيم الحوراني ثنا عثمان بن أبي شيبة به.
ثالثها: قوله: ورواه أبو يعلي وفيه عطية. . . إلخ يفيد أن طريق أبي يعلي غير طريق البيهقي والواقع خلافه، بل البيهقي [٥/ ١٦٣، رقم ٦٢٠١] رواه أيضًا من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد وذلك في الباب التاسع والثلاثين من الشعب كما حكاه الزيلعي.
زاد الشارح في الكبير:"ابن كريز"، قال الزين العراقي: هذا مرسل اهـ.
ولعل المصنف ظن أنه طلحة الصحابي فوهم، فكما أنه لم يصب في ذلك لم يصب في اقتضاء كلامه أن مخرجه البيهقي سكت عليه وليس كما وهم بل تعقبه بما نصه: في هذا الإسناد انقطاع بين سليمان وطلحة اهـ.
(حل) عن ابن عباس زاد الشارح قال ابن الجوزي: لا يصح.
قلت: أما وهم المصنف في طلحة بن عبيد اللَّه فمسلم، وقد رواه الحاكم في