أتى عن بقية بعجائب منها هذا الخبر، صنيع فاسد يوهم أن عمار بن عبد الملك من رجال سند ابن عساكر الذي عزاه إليه المصنف والشارح بصدد الكلام عليه والواقع بخلاف ذلك، بل عمار بن عبد الملك وقع في سند آخر فهو متابع للسند المذكور، فكان من الواجب على الشارح أن يقول: وقد ورد الحديث من وجه آخر ضعيف أيضًا لأنه من رواية عمار بن عبد الملك، وقد قال فيه الحافظ. . . إلخ.
الخامس: نقله عن الحافظ أنه قال: منها هذا الخبر، صنيع فيه ما فيه من التهور وعدم التثبت في النقل، فإن الذهبى قال في الميزان: عمار بن عبد الملك أتى عن بقية بعجائب، قال الأزدى: متروك الحديث اهـ.
زاد الحافظ: وقد روى عن بقية فيما ذكر الأزدى عن أبي بسطام عن أنس رفعه فذكر الحديث، فقائل: أتى بعجائب هو الذي [قاله] لا الحافظ، ثم إنه لم يقل:"منها" كما نقل عنه الشارح.
[[من شروط المحدث معرفة تواريخ الرجال ووفياتهم]]
السادس: قوله: ورواه عنه أيضًا الديلمى والمخلص والبغوى وابن أبي الدنيا، ترتيب مخالف لأصول أهل العزو والتخريج، بل ولغيرهم عند سرد أسماء العلماء، فإن الديلمى الذي بدأ به متأخر من القرن السادس، وابن أبي الدنيا الذي ختم به متقدم من أهل القرن الثالث، وكذلك المخلص متأخر عن البغوى وهما جميعًا متقدمان على الديلمى ومتأخران عن ابن أبي الدنيا، فكان حقه أن يقول: أخرجه ابن أبي الدنيا والبغوى والمخلص والديلمى، ولهذا كان من شرط المحدث والمخرج معرفة تواريخ الرجال ووفياتهم حتى لا يأخر المتقدم ولا يقدم المتأخر كما فعل الشارح.