بعجائب منها هذا الخبر، ورواه عنه أيضًا الديلمى والمخلص والبغوى وابن أبي الدنيا، قال الحافظ العراقى: وسند الحديث ضعيف.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: رمز المصنف لحسنه كذب لا أصل له، فإن المصنف رمز لضعفه كما في النسخ المتعددة، ولا يعقل أن يرمز لحسنه.
الثانى: قوله: وساق له في اللسان هذا الحديث وقال: عنبسة ضعيف جدًا، كلام لا يفهم كما ينبغى لأنه في سياق الكلام على تضعيف الحديث بإسحاق بن مرة، ثم ذكر أنه قال: عنبسة ضعيف جدًا، فلا يفهم هل الحديث علته هذا أو هذا؟ والواقع أن الذهبى قال: إسحاق بن مرة عن أنس، قال أبو الفتح الأزدى: متروك الحديث اهـ.
زاد الحافظ قوله: ثم أخرج يعنى الأزدى له من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عنه عن أنس مرفوعًا، فذكر الحديث ثم قال: وعنبسة ضعيف جدًا اهـ.
فكأن الحافظ يقول: لا يتحتم أن يكون إسحاق بن مرة ضعيفًا لأجل روايته هذا الحديث لأن عنبسة شيخه الذي حدثه به ضعيف جدًا، فقد تكون العلة منه، ويكون إسحاق بريئًا ما لم يثبت له شيء آخر يدل على ضعفه، مع كون الرجال قبله وبعده كلهم ثقات حتى تنحصر التهمة فيه.
والشارح لم يفهم هذا ولا أدرك مغزاه فنقله على علاته فأتى بما لا يفهم.
الثالث: كتب عيينة بن عبد الرحمن بضم العين ويائين مثناتين من تحت ونون، والواقع أنه عنبسة بفتح العين بعدها نون ساكنة ثم باء موحدة ثم سين مهملة، وهو اسم يتحرف على النساخ كثيرًا بـ "عيينة"، وقد وقع في اللسان كذلك، فكأنه تحرف في نسخة الشارح أيضًا فكتبه كذلك، وقد يكون هو نفسه حرفه أيضًا وليس في الضعفاء من اسمه عيينة بن عبد الرحمن.
الرابع: قوله: وأعاده في اللسان في ترجمة عمار بن عبد الملك، وقال: