الثاني: أن ابن شاهين إذا أنزلناه بالمنزلة التي أنزله بها الشارح وانحططنا إلى درجته وخاطبناه على قدر فهمه، فإن ابن شاهين لم ينفرد به بل ورد من غير طريقه، والشارح قد رأى ذلك لأن متابعته موجودة عند القضاعي في مسند الشهاب، وهو قد استدرك العزو إليه على الصنف الذي عزاه إلى الديلمي وحده، وأنا ذاكر لك سند الديلمي الذي فيه ابن شاهين الحافظ الثقة وسند القضاعي الذي ليس فيه ابن شاهين، قال الديلمي:
أخبرنا أبو منصور سعد بن علي العجلي أخبرنا أبو طالب العشاري ثنا ابن شاهين ثنا أحمد بن محمد بن شيبة ثنا الحسن بن سعد البزار ثنا شبابة عن أبي غسان المدني عن زيد بن أسلم قال: قرأ أبي بن كعب عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فرقَّ أصحابه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "اغتنموا الدعاء" وذكره.
وقال القضاعي: أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن جعفر المقري الحذاء أنا أبو أحمد عبد اللَّه بن أحمد المعروف بابن المفسر ثنا محمد بن حامد بن السرى ثنا يعقوب الدورقي ثنا شبابة به، فبرئ ابن شاهين الحافظ الثقة من عهدته.
[[في الكلام على شبابة بن سوار]]
الثالث: أنه أعله مع ابن شاهين بشبابة بن سوار وهو تعليل باطل أيضًا فإن شبابه ثقة من رجال الصحيحين لا يضعف الحديث به إلا من لم يشم للحديث رائحة، ولما ذكره الذهبي في الميزان [٢/ ٢٦٠] من أجل الإرجاء المتهم به رمز له بعلامة الصحيح المتفق عليه، ثم قال: شبابة بن سوار المدائني صدوق مكثر صاحب حديث فيه بدعة، قال أحمد بن حنبل: كان داعية إلى الإرجاء ذم ختم ترجمته بقوله: وشبابة محتج به في كتب الإسلام ثقة اهـ.
أما وصفه بالإرجاء والبدعة فذلك أمر غير ضائره في الرواية كان داعية أو غير داعية كما اتفق عليه عمل أهل الحديث وانعقد إجماعهم على العمل به وإن خالفه أكثرهم أو الكثير منهم في قوله كما حققته في فتح الملك العلي بما لم أسبق إليه والحمد للَّه.