الرابع: أنه نطق في موضع السكوت وسكت في موضع النطق.
فإن المصنف عزا الحديث إلى الديلمي عن أبي بن كعب، وهو كما سبق عند الديلمي عن زيد بن أسلم لا عن أبي بن كعب، فهو منقطع معضل، لأن زيد ابن أسلم لم يدرك أبي بن كعب ولا رواه عنه، بل حكى أنه قرأ عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهذه صيغة إرسال.
فالمصنف واهم في جعله الحديث من مسند أبي بن كعب، والشارح واهم في السكوت عليه أيضًا، واللَّه أعلم.
قال الشارح في الكبير: وفيه الحسين بن الفرج، قال الذهبي: قال ابن معين: كذاب يسرق الحديث، وفرات بن سليم ضعيف جدًا.
قلت: هذا وهم فإن الذي في السند فرات بن سلمان لا فرات ين سليم، قال أبو الشيخ:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن زكريا ثنا الحسين بن الفرج ثنا معتمر بن سليمان، سمعت الفرات بن سلمان يحدث عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. . . وذكره.
والفرات بن سلمان قال أحمد: ثقة، وقال ابن عدي: لم أرهم صرحوا بضعفه، وأرجوا أنه لا بأس به اهـ.
إلا أنه منقطع لأنه لم يدرك أبا الدرداء، وقد ورد هذا الحديث موقوفًا على أبي الدرداء، فرواه أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الرزاق:
ثنا معمر عن صاحب له أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان:"أما بعد، يا أخي فاغتنم صحتك وفراغك قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع أحد من الناس رده، ويا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى. . . " الحديث.