الثالثة: محمد بن عمرو من رجال الصحيح صدوق له أوهام لا تؤثر في مثل هذا الحديث، فلا يليق التعليل به إلا عند المخالفة للثقات لا سيما وهو لم ينفرد به، بل ورد من طرق أخرى عن أبي هريرة وغيره كما سبق.
الرابعة: ما حكاه عن الحافظين المنذري والهيثمي من أنهما حسَّنا حديث أنس، ذلك الحكم قد صدر منهما بالنسبة لحديث أنس على إنفراده، لأنهما لم يذكرا غيره، والمصنف رمز بالصحة للحديث بمجموع طريقيه من حديث أنس الحسن، ومن حديث أبي هريرة الصحيح على رأي ابن حبان والحاكم، أو الحسن على رأي الجمهور، والحسن إذا تعدد إرتقى إلى درجة الصحيح، فأين عقلك يا مناوي؟!
وبعد، فحديث أنس أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [٩/ ٢٥٢] في ترجمة محمد بن أسلم الطوسى، والخطيب في ترجمة علي بن محمد العنبري كلاهما من طريق حماد بن سلم عن ثابت عن أنس قال:"مر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوم يضحكون أو يمرحون"، وفي لفظ الخطيب:"بمجلس الأنصار وهم يضحكون ويمرحون، فقال" فذكره بدون زيادة: "فإنه لم يذكره أحد. . . " الحديث، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريق ابن لال، ثم من رواية عنبسة ابن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان وهما واهيان عن أنس به بلفظ:"أكثروا ذكر الموت، فإن ذلك تمحيص للذنوب وتزهيد في الدنيا"(١).
٧١٤/ ١٤٠٣ - "أَكْثِروا من الصَّلاة عليَّ في يوم الجمُعةِ، فإنَّه يومٌ مَشْهودٌ تَشْهدُه الملائكةُ، وإنَّ أحدًا لن يصلي عليَّ إلا عُرضتْ عليَّ صلاتُه حين يفْرغُ منها".
(هـ) عن أبي الدرداء
قال الشارح: رجاله ثقات.
(١) انظر: اتحاف السادة المتقين (٩/ ١١، ١٠/ ٢٢٨، ٢٣٠) والمغني عن حمل الأسفار (٤/ ٤٣٥).