هو ترجيح بلا مرجح؟ ثم لما كان يعتقد أن الأمر بخلافه فلم أقره في الصغير وسكت عليه، إن هذا لعجب؟!
وبعد، فالحق ما قال المصنف، فإن البيهقي رواه من طريق عبد اللَّه بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر، وعبد اللَّه بن عمر ضعيف ضعفًا قريبًا يرتقي حديثه إلى الحسن بوجود الشواهد، فقد مرت شواهده قريبا من حديث أبي هريرة وأنس وعمر وأبي سعيد وزيد بن أسلم وشريح مرسلًا.
٧١٣/ ١٤٠٠ - "اذكُروا هَادِمَ اللذات المْوتَ، فإنه لم يذكُرْه أحدٌ في ضِيقٍ من العَيْشِ إلا وَسَّعَه عَليه، ولَا ذكَره في سِعَةِ إلا ضَيَّقَها عَليه".
(حب. هب) عن أبي هريرة، البزار عن أنس
قال في الكبير في حديث أبي هريرة: فيه عبد العزيز بن مسلم أي المدني أورده الدارقطني والذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال: لا يعرف، ومحمد بن عمر ابن علقة ساقه فيهم أيضًا، وقال: قال الجوزجاني: غير قوي، وقواه غيره، ثم قال في حديث أنس: فال الهيثمي كالمنذري: إسناده حسن اهـ.
وبهذا يعرف ما في رمز المصنف لصحته.
قلت: في هذا عجائب، الأولى: عبد العزيز بن مسلم المذكور في سند حديث أبي هريرة هو القسملي وهو ثقة من رجال الصحيحين، ما غمزه أحد بسوء أصلًا، على أن عبد العزيز بن مسلم الذي يقول عنه الشارح: المدني، قد قال عنه الذهبي: شيخ ثقة فيه جهالة، ولعله هو القسملي اهـ.
فكيفما دار الحال دار على ثقة.
الثانية: أن الحديث رواه عن محمد بن عمرو جماعة غير عبد العزيز منهم محمد بن إبراهيم والد أبي بكر بن أبي شيبة والفضل بن موسى والعلاء بن محمد بن سنان كلهم رووه عن محمد بن عمرو.