وهذا الحديث عظيم الشأن جليل المقدار يشتمل على فوائد كثيرة أوصلها العارف أبو عبد اللَّه محمد بن علي الزواوي البجاي إلى مائة وستة وستين فائدة في مجلد لطيف سمَّاه "عنوان أهل السير المصون وكشف عورات أهل المجُون بما فتح اللَّه به من فوائد حديث: "اذكروا اللَّه حتى يقولوا: مجنون" وقد قرأته وانتفعت به والحمد للَّه.
قلت: كذا عزاه المصنف لأحمد في الزهد وأقره الشارح وهو وهم منهما، فإن أحمد لم يخرجه إنما خرجه ولده عبد اللَّه في زوائده فقال [ص ١٠٨]:
أخبرنا داود بن رشيد الخوارزمي أخبرنا ابن المبارك أخبرني سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكره.
وقد ورد موصولًا من رواية أبي الجوزاء عن ابن عباس كما سبق في حديث: "اذكروا اللَّه ذكرا يقول المنافقون" (١)، وسبق التنبيه على ما وقع للمصنف من الوهم هنا في هذا الحديث، وعمرو بن مالك النكري ضعيف.
٧١٢/ ١٣٩٩ - "أكْثِرُوا ذكرَ هَادِمِ، اللذات فإنَّه لا يكونُ في كثيرٍ إلا قلَّلَه ولا في قليلٍ إلا أجْزَلَهَ".
(هب) عن ابن عمر
قال الشارح: رمز المؤلف لحسنه، ثم زاد في الكبير: والأمر بخلافه، فقد قال ابن الجوزي: حديث لا يثبت.
قلت: ولما لا يكون الأمر بخلاف ما قال ابن الجوزي، لأن المصنف حسنه إذ