وأخرجه أحمد في المسند ١٦/ ٩٦ (١٠٠٧٢) عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة قنت، وقال: اللهم نجّ الوليد بن الوليد ... » إلى أن قال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف». وعنه في ١٦/ ٤٣٩ (١٠٧٥٤): «اللهم اجعلها سنين كسنين يوسف». وكذا في الدارقطني في (باب صفة القنوت وبيان موضعه) ٢/ ٣٨. وفي تفسير الطبري ٤/ ٥٨ عند قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الفجر، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية، قال: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ... اللهم سنين كسنين آل يوسف». فأنزل الله لَيْسَ لَكَ ... الآية، وعن أبي هريرة: «واجعلها عليهم كسني يوسف». والشاهد في: (سنينا كسنين يوسف) كما أورد النحاة، حيث جاء بنصب (سنينا) منونة، وبثبوت نونها مع الإضافة (سنين يوسف) فعوملت معاملة (حين) في الحالين، بالإعراب بالحركات الظاهرة على النون فتحا في الأولى بالنصب على الظرفية الزمانية، وكسرا في الثانية لسبقها بالكاف. أما على روايات كتب الحديث المذكورة، فقد جاءت نون (سنين) منونة في حال النصب وغير منونة، وثابتة في حال الإضافة ومحذوفة لأجلها، فعوملت معاملة جمع المذكر السالم مرة ومعاملة (حين) مرة، فدل على جواز الحالين.