للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نونا التّوكيد

لتوكيد الفعل نونان: ثقيلة كاذهبنّ، وخفيفة كاقصدن، ويكّدان (افعل ويفعل) أي: الأمر والمضارع المستقبل، بشرط كونه غالبا، إمّا طلبا: أمرا، أو نهيا، أو تحضيضا، أو تمنّيا، أو استفهاما (١)، وإمّا شرطا لإن مقرونة بما جوازا فيهما، وإمّا جواب قسم مثبتا مستقبلا وجوبا، ويلزم في ذا مع النون اللام، إن لم يقرن بحرف تنفيس، ولم يقدّم معموله، كو الله لأفعلنّ، وإلّا فباللام مثل:

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ (٢) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (١٥٨) (٣).


- الشاهد في: (ليت وليتا ولوّا) حيث أعرب هذه الحروف حسب موقعها؛ لوقوعها موقع الاسم المتمكن، فليت آخر الشطر الأول مبتدأ مرفوع خبره (أين) مقدما، و (ليتا ولوّا) اسمان لإنّ، خبرهما عناء.
شعر أبي زبيد ٢٤ وسيبويه والأعلم ٢/ ٣٢ والمقتضب ١/ ٢٣٥ و ٤/ ٣٢، ٤٣ وما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ٦٥ والخزانة ٣/ ٢٨٢ وابن يعيش ٦/ ٣٠ ودرة الغواص ٢٥ والشعر والشعراء ٣١٠.
(١) وأمثلة هذه حسب ورودها: اكتبنّ، لا تكتبنّ.
(٢) سورة الضحى الآية: ٥. ولم ترد (ربك) في ظ.
وذلك أن (يعطيك) جاء معطوفا على جواب القسم (والضحى ... ما ودعك) ولتصديره بالتسويف لزمته اللام دون نون التوكيد.
(٣) سورة آل عمران الآية: ١٥٨.
ف (لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) جواب للقسم الموطأ باللام، وتقديره: والله (لَئِنْ مُتُّمْ ... ) ولم تقترن النون بالجواب (تُحْشَرُونَ) لتقدم معمول الجواب وهو الجار والمجرور (إلى الله). العكبري ١/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>