للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) (١).

وجميع أفعال الباب تصلح للتمام إلّا فتئ وليس وما زال، ويسمى ما ليس تامّا منها ناقصا.

ولا يجيز البصريون (٢) إيلاء كان أو إحدى أخواتها معمول الخبر إلا إذا كان ظرفا أو عديله، نحو: كان يوم الجمعة زيد صائما، وأصبح فيك أخوك راغبا، وأجازه الكوفيون (٣) كقوله (٤):

٧٦ - قنافذ هدّاجون حول بيوتهم ... بما كان إياهم عطيّة عوّدا (٥)


(١) سورة الروم الآية: ١٧. (تمسون وتصبحون) فعلان تامان، والواو فيهما فاعل.
(٢) شرح الكافية الشافية ٤٠٣ - ٤٠٥ وشرح ابن الناظم ٥٤ وابن عقيل ١/ ٢٤٢.
(٣) المراجع السابقة
(٤) في ظ (لقوله).
(٥) من الطويل للفرزدق يهجو جريرا، وفي الديوان:
قنافذ درّامون خلف جحاشهم ... لما كان ................
المفردات: قنافذ: جمع قنفذ، دويبة شوكية، يضرب بها المثل في السير ليلا. هدّاجون: من الهدج وهو السير السريع. درّامون: ماشون. عطية: والد جرير. يريد أن قوم جرير قد عودهم أبوهم على السير في الليل متخفين لفعل ما يلام عليه الناس.
الشاهد في: (كان إياهم عطية عوّد) ف (عطية) اسم كان و (عود) خبرها، وقد جاء معمول خبرها (إياهم) بين كان واسمها (عطية) وهو غير ظرف ولا جار ومجرور.
وبهذا البيت احتج الكوفيون على جواز ذلك. أما الجمهور فخرجوه على أن اسم كان ضمير يعود إلى ما الموصولة، أو أن اسمها ضمير الشأن، وجملة (عطية عوّد) خبر. أو أن (كان) زائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>