للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما أكثر آفات اللسان أيها الإنسان؛ [إذ آفاته] (١) فوقَ العشرين آفة.

وما أحسنَ قولَ الشَّافعي -رحمه الله-: "إذا أرادَ أنْ يَتَكَلم نظرَ؛ فإنَّ ظَهرَ لهُ أنَّهُ لا ضَرَرَ فيه تَكَلَّمَ، أو ظَهرَ لهُ فيهِ ضَرَرٌ -أو شَكَّ- أمسَكَ" (٢).

وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري -رحمه اللهُ-: "الصَّمتُ سلامةٌ -وهو الأصلُ- والسُّكُوتُ في وقتهِ: صفةُ الرجال، كما أنَّ النُّطْقَ في وقته مِنْ أَشْرَفِ الخصال.

وسَمِعتُ أبا عليّ الدَّقاق -رَحمه الله- يقول: "مَنْ سَكَتَ عنْ الحقِّ فهوَ شَيْطانٌ أخرسُ ...

قال: فأَمَّا إيثارُ (٣) أهل المُجاهدة السُّكوتَ: فَلِمَا عرفوا ما في الكلام من الآفات، ثُمَّ مَا فيهِ مِن حظِّ النَفس، وإظهار صفات المدحِ، والمَيْلِ إلى أنْ يتميَّز من بين أشكاله بِحُسْنِ النُّطق وغير هذا مِنَ الآفات، وذلك نعتُ أرباب الرياضة، وهو أحدُ أركانهم في حكم المنازلة وتهذيب الخلق (٤) " (٥).


= وهذه اللفظة رواها: أحمد (١٢/ ١٤٩ رقم ٧٢١٥)، والترمذي (٤/ ١٤٦ رقم ٢٣١٤)، وابن حبان (١٣/ ١٣ رقم ٥٧٠٦)، والحاكم (٤/ ٥٩٧) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وهو حديث صحيح، صححه ابن حبان، والحاكم، والألباني في "الصحيحة" (٢/ ٦٧ رقم ٥٤٠).
(١) بالأصل رسمت هكذا: "دقكـ"! واجتهدت في قراءتها فلم أصل إلى شيء، والمثبت من "الفتح المبين" لابن حجر المكيِّ (٣٢٠) فإنَّه نقل كلام المؤلف بمعناه، فهو كثير النقل عنه وعن غيره من غير عزو؟!
(٢) ذكره النووي في "شرح مسلم" (٢/ ٣٧٩).
(٣) في الأصل: "إتيان" والتصويب من "الرسالة" للقشيري، و"شرح النووي" (٢/ ٣٧٩)، وبعدها في الأصل: " .. والسكوت" وحذفنا الواو كما في "الرسالة" و "شرح النووي".
(٤) في الأصل: " .. وذلك لغير أرباب الرياضة، وهذا أركانهم في حكم .. "؟! والتصويب من "الرسالة".
(٥) "الرسالة" للقشيري (٢٢٦، ٢٢٨).

<<  <   >  >>