للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنها عندَهُ خيرٌ وأَبقَى لهم مِن مَتَاعِ الحياةِ الدُّنيا وزينتها، وأثنى على الكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك.

وفي "مسند أحمد"، و "سنن أبي داود"، و "ابن ماجه"، و "جامع التِّرمذيّ" -وقال: حسنٌ غريبٌ- من حديث معاذ مرفوعًا: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وهوَ قادِرٌ على أنْ يُنْفذَهُ؛ دَعَاهُ اللهُ -عزَّ وجلَّ- على رُؤُوسِ الخَلائِقِ يومَ القِيامَةِ حتَّى يُخَيِّرهُ في أيِّ الحُورِ شاءَ" (١).

وقد أوضَحتُ الكلام على ذلك في "شرح صحيح البُخاريّ" فراجعهُ منه تَجِدْ مَا يَشْفِي العَلِيلَ (٢).

ويجوزُ أن يكونَ الشارعُ فَهِمَ من هذا الرَّجل كَثْرةَ الغَضَب فَحَضَّهُ بذلك.

ويُروى أنَّ يَحْيَى بن زكريا - عليه السلام - لما رأى عيسى -عليه الصَّلاة والسلام- مُفارِقه قال له: "أَوْصِني". قال: "لا تغضب". قال: "لا أستطيع" قال: "لا تَقتَن مالًا". قال: "حَسْبِي" (٣)،

وفي طرقه كما قال ابن عمر: "ما يُبْعِدُني مِن غَضَب الله"؟ قال: "لا تَغْضَبْ" (٤).


(١) رواه أحمد (٢٤/ ٣٨٤ رقم ١٥٦١٩)، والترمذي (٣/ ٥٤٧ رقم ٢٠٢١، ٢٤٩٣)، وأبو داود (٥/ ٩٠ رقم ٤٧٧٧)، وابن ماجه (٢/ ١٤٠٠ رقم ٤١٨٦)، وأبو يعلى (٣/ ٦٦ رقم ١٤٩٧)، والطبراني في معاجمه الثلاثة: "الكبير" (٢٠/ ١٨٨ رقم ٤١٥، ٤١٦، ٤١٧)، و"الأوسط" (٩/ ١٠٤ رقم ٩٢٥٦)، و"الصغير" (٢/ ٢٥٠ رقم ١١١٢) عن معاذ بن أنس الجُهَني - رضي الله عنه -. والحديث حسَّنه التِّرمذيُّ، والألباني في "ابن ماجه" (٣٣٧٥)، و"صحيح الترغيب" (٣/ ٤٨ رقم ٢٧٥٣).
(٢) انظر: "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (٢٨/ ٤٨٦ - ٤٩١).
(٣) رواه أحمد في "الزهد" (٥٧)، وهناد في "الزهد" (١/ ٣١٠ رقم ٥٥٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١١٧، ٣٥٩).
(٤) رواه أبو يعلى في "المسند" (١٠/ ٥١ رقم ٥٦٨٥) وفي إسناده "أبن أبي الزناد، ضعَّفه غير واحدٍ من أهل العلم، وبقية رجاله رجال الصحيح" كما قال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٦٩). =

<<  <   >  >>