للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدُها: في التعريف بِرَاوِيه:

أمَّا أبو ذرٍّ -ويقال: أبو الذر- ففي اسمه أقوال، أشهرها ما ذكرهُ: جُندُب -بفتح الدال وضمها، وربما كُسِرت- بن جُنادَة -بضمِّ الجيم-. وقيل: ابن برير. وقيل: أنه لقب، وقيل: ابن عبد الله، وقيل: ابن السَّكن، وقيل: يزيد -وهو وهمٌ-.

أُمُّه: رملة بنت الوقيعة بن حرام بن عمار، وكان أخا عمرو بن عبسة لأُمِّه، كان رابعًا في الإسلام أو خامسه، أسلم بمكة ثم رجع إلى بلادِ قَوْمِه، ثم قَدِمَ المدينة وهو أولُ مَن حيَّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتحِيَّةِ الإسلام.

قال الشَّارعُ -صلوات الله وسلامه عليه- في حَقِّهِ: "مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ، ولا أَقَلَّتِ الغَبْراءُ أَصْدَقَ لهجَةً مِنْهُ" (١).

مات بالرَّبذة سنة إحدى -أو اثنتين- وثلاثين في خلافة عثمان، وصلى عليه ابن مسعود، فأقام عشرةَ أيَّام ثم مات بعدَ عاشرة -يرحمه الله- وهو أحدُ النُّجباء.

قال عليّ -كرَّمَ اللهُ وجههُ-: "وعاءٌ مُلِئَ عِلْمًا، ثم أُوكيَ عليه فَلَمْ يَخْرُج مِنهُ شَيءٌ حَتَّى قُبِضَ" (٢).


(١) رواه أحمد (١١/ ٧٠ رقم ٦٥١٩، ٦٦٣٠، ٧٠٧٨)، والترمذي (٦/ ١٣٤ رقم ٣٨٠١)، وابن ماجه (١/ ٥٥ رقم ١٥٦)، وابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٢٢٨)، وابن أبي شيبة (١١/ ١٨٣ رقم ٣٢٨٠٤)، والحاكم (٣/ ٣٤٢) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -.
والحديث في إسناده عثمان بن عُمَيْر "ضعيف واختلط، وكان يُدَلِّس ويغلُو في التَّشيع" كما في "التقريب" (٦٦٧ رقم ٤٥٣٩). قلت: ولعل غلوَّه في التشيُّع كان سببًا في تضعيف شيخ الإسلام للحديث في "منهاج السنة" (٦/ ٢٧٦)، بل قال: " ... ضعيف، بل موضوعٌ! وليسَ له إسنادٌ يقومُ به". قلتُ: ومع ذلك حسَّنه التِّرمذيُّ، وصححه الألباني في "التِّرمذيّ" (٢٩٩٠)، وابن ماجه (١٢٧)!!
(٢) ذكره المِزِّي في "تهذيب الكمال" (٣٣/ ٢٩٧)، والذهبي في "السير" (٢/ ٦٠).
تنبيه: قوله "كرَّمَ الله وجهه" لا ينبغي أن يخص عليّ - رضي الله عنه - بهذا ولا بغيره من الألفاظ إلَّا ما خَصِّه الشَّارع، وتخصيص عليّ - رضي الله عنه - دون سائر إخوانه من الصّحابة أصبح شعارًا =

<<  <   >  >>