للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن الأنباري (١).

وإنما تقُومُ الحجَّةُ بالقرآن لمن اتَّبعَهُ عَمَلًا، وإن حفِظَهُ فذكره وتعاهد تلاوته.

قال القرطبي - رَحِمه الله - في "مُفهمه": "ويحتمل أنَّ المراد: أنَّ القرآن هو الذي يُنْتَهى إليهِ عندَ التَّنازع في المباحث الشرعية والوقائِع الحُكميَّة، وبهِ تَسْتَدِلُّ على صِحَّةِ دَعْواك، وبهِ تَسْتَدِلُّ على خَصْمِكَ" (٢).

العاشر: قوله: "كُلُّ الناس يغدو .. " إلى آخره؛ أي: يسعى، فمنهم من يَبيعُ (٣) نفسَه بالطَّاعة فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان لطاعته فيُوبِقُها؛ أي: يُهْلِكُها بسخط الله تعالى، ومنه: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا} [الشورى: ٣٤].

ومعنى "يغدو": يُبكِّر؛ أي: كلُّ إنسانٍ يُصبِحُ ساعيًا في أمورهِ، مُتَصَرِّفًا في أغراضه.

والرَّوَاحُ بعدَ الزَّوال، والغُدو قبله، قاله الجوهري (٤).

وقال الأزهري: "معنى "راح": مَضَى؛ لأنهما مُستَعمَلان عند العرب في السَّيْرِ أي وقتٍ كان من ليلٍ أو نهار، يقال: راح في أول النهار وآخره يروح، وغَدَا بمعناه" (٥).

* * *


= وقوله: "ماحلٌ مصدَّق" أي: خصم عادل. انظر: "كشف الخفاء" (٢/ ٩٥).
(١) انظر: "المفهم" (١/ ٤٧٧)، و"التعيين" (١٨٠).
(٢) "المفهم" (١/ ٤٧٧) وفيه في الفقرة الأخيرة: " .. وبه يَسْتَدِلُّ عليكَ خصمكَ".
(٣) في الأصل: "ينفع" والتصويب من "التعيين" (١٨١)، و"المفهم" (١/ ٤٧٨) والسياق يقتضيه.
(٤) "الصِّحاح" (١/ ٣٦٨).
(٥) "تهذيب اللغة" (٥/ ٢٢١ - ٢٢٢) بمعناه.

<<  <   >  >>