للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيره، وقد قيل في المثل:

لا تُخَاصِم بِوَاحِدٍ أَهْلَ بَيْتٍ ... فَضَعِيفَانِ يَغْلِبَانِ قَوِيًّا

وقال ابن الصلاح: "رواه الدارقطني في "جامعه" مِن وُجوهٍ مُتَّصِلًا، وهو حديث حسن". وقال مَرَّةً: "أسنَدَهُ مِن وُجُوهٍ، ومجموعها يقوي الحديث ويحسِّنه، وقد نَقَلَهُ جماهيرُ أهلِ العلمِ واحتجُّوا به، فعن أبي داود أنه قال: "الفقه يدور على خمسة أحاديث ... " (١) وَعدَّ هذا الحديث مِن الخمسةِ.

قال: "فعدُّ أبي داودَ له مِن الخمسةِ، وقوله فيه يُشْعِرُ بكونهِ عنده غير ضعيف، وجعله خُمْس الشَّريعة" (٢).

قال ابن عبد البر: "ولم يختلف عن (٣) مالك في هذا الحديث وإرساله، وقد رواه الدِّراوَرْدِي عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسنده، ولهُ طُرقٌ كَثيرةٌ، ومعناه صحيحٌ في الأصول أيضًا، وقد ثَبَتَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "حَرَّمَ اللهُ مِنَ المُؤْمنِ: دَمَهُ ومَالَهُ وَعِرْضهُ، وأَلَّا يُظَنَّ بهِ إلَّا الخير" (٤).


(١) رواه الخطيب في "الجامع" (٢/ ٢٩٠ رقم ١٨٨٧)، والسِّلفي في "شرط القراءة على الشيوخ" (٤٢)، وذكره ابن الصلاح في "صيانة مسلم" (٢٢١ - ٢٢٢)، وابن رجب في "جامع العلوم والحِكَم" (١/ ٦٣). وانظر ما تقدَّم ص (١٩٥).
(٢) انظر: "رؤوس المسائل" للنووي (٩٥)، و"جامع العلوم والحكم" (٢/ ٢١١).
(٣) في الأصل: "غير" والتصويب من "التمهيد".
(٤) رواه ابن ماجه (٢/ ١٢٩٧ رقم ٣٩٣٢) من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -. والحديث في إسناده ضعف، لكن له شواهد ترقِّيه إلى درجة الحسن.
فائدة: هذا الحديث حسَّنه الشيخ الألباني -رحمه الله- من رواية ابن عمر في "غاية المرام" (٤٣٥)، ثمَّ ضعَّفه في "ضعيف الجامع" (٥٠٠٦)، و"ضعيف ابن ماجه" (٨٥٢)، وأحال إلى "الضعيفة" (٥٢٠٩)، ولما طُبِعت "الضعيفة" فإذا بالشيخ يتراجع عن ذلك كله وينقل الحديث إلى "الصحيحة" (٧/ ٢ / ١٢٤٨ رقم ٣٤٢٠) وقال في آخر تخريجه:=

<<  <   >  >>