سادسها:"عَنَان" -بفتح العين المهملة- هو السحاب، الواحدة: عنانة وأعنان.
و"أعنان السماء": صفائحها وما اعتَرضَ مِن أَقطَارها؛ كأنه جمع "عنن".
وقيل: هو ما عَنَّ لك منها؛ أي: ظهر إذا رَفعتَ رَأسَكَ.
والمعنى: لو قدَرت ذنوبك أشخاصًا؛ فملأت ما بين السماء والأرض، وهذا مثال في المتناهي؛ فكيف في غير المتناهي؟! فإن كرم الباري تعالى وفضله وإحسانه وجوده لا نهاية له.
سابعُها:"قُرَاب" -بضم القاف أشهر من كسرها-، ومعناه: ما يقارب ملأها وقيلَ: مِلْؤُها، وهو أشبه؛ لأن الكلام في سياق المبالغة.
ثامِنُها: الدعاء يتناول النفع والصلاح والرجاء.
تاسعها: معنى "لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شَيْئًا" أي: مُتَّ مُعتَقِدًا توحيدي، مُصَدِّقًا برُسلي؛ فلا راحة للمؤمن دون لقاء ربهِ، فالإيمان شرط في غفران الذنوب التي هي دون الشّرك؛ فإنه الأصلُ المَبْنيّ عليه قبول الطاعات وغفران المعاصي، أما مع الشِّرك فلا أصلَ يَبْتَنِي عليه ذلك: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)} [الفرقان: ٢٣] فالذَّنبُ إنْ كان شِركًا فغفره بالاستغفار منه وهو الإيمان، وإن كان غيره فبسؤال المغفرة.
الوجه الثالث: في فوائده:
فيه: الحثُّ على الدُّعاء، ومن خالف في ذلك فلا يعبَأُ بهِ، وقد قال تعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، وقال:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: ١٨٦] أي: قريب بالإجابة والقدرة إذا لم يكن فيه اعتداء.