قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "الفتاوى" (١٨/ ٢٦٢): "والنيَّة محلها القلب باتفاق العلماء". وقال الإمام ابن القيِّم في "زاد المعاد" (١/ ٢٠١): "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة قال: "الله أكبر" ولم يقل شيئًا قبلها ولا تلفظَ بالنيَّةِ ألبتَّة، ولا قال: أُصلِّي لله صلاةَ كذا ... وهذه عشرُ بدع لم يَنقتُل عنه أحدٌ قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسندٍ ولا مُرسَلٍ لفظةً واحِدَةً منها ألبتَّة، بل ولا عن أحدٍ مِن أصحابه، ولا استحسنه أحدٌ مِن التابعين، ولا الأئمةُ الأربعة، وإنما غَرَّ بعضَ المتأخرين قولُ الشافعي - رضي الله عنه - في الصلاة: "إنها ليست كالصيام، ولا يدخل فيها أحدٌ إلَّا بذكر" فظَنَّ أنَّ الذَكْرَ تَلَفُّظُ المُصَلِّي بالنية، وإنما أراد الشافعيّ -رحمه الله- بالذّكرِ: تكبيرةَ الإحرام ليسَ إِلا، وكيفَ يَستَحِبُّ الشافعيُّ أَمرًا لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة واحِدَةٍ، ولا أحدٌ مِنْ خُلفائهِ وأصحابه، وهذا هديُهم وسيرَتُهم، فإنْ أَوْجَدَنَا أحدٌ حَرْفًا واحِدًا عنهم في ذلكَ قَبلْنَاهُ، وقَابَلْنَاهُ بَالتَّسلِيم والقَبُول، ولا هديَ أَكمَلُ مِن هديِهم، ولا سُنَّةَ إلَّا ما تَلقّوه عن صَاحب الشَّرع - صلى الله عليه وسلم - ". (٢) انظر: "الإعلام" (١/ ١٨٠ - ١٨١).