للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السابع بعد العشرين: إنما لَمْ يُعِد ذِكْرَ الدُّنيا في الثانية كما أعاد ذِكر الله ورسوله في الأول للإعراض عن تكرير لفظِها، وعَدَم الاحتِفَالِ بأمرِها، كأنَّهُ قال: "فهجرته إلى ما هاجر إليه" وهو حقيرٌ هيِّن، وأيضًا ذِكْرُ الدُّنيا والنِّكاح مما يُستَحى (١) منهُ عادة فلهذا طُوِيَ بخِلاف الأَوَّل حيثُ أُعيد للتَّبَرُّك والتعظيم، ولا شكَّ أَنَّ مَنْ سَعى إلى باب الملك لأجلِ تعظيمه فقط أبلغُ ممن سعى إليه لشيءٍ مما عندهُ.

الثامن بعد العشرين: اللَّام في "الدُّنيا" هي للتَّعلِيل (٢)، ويُحتمل أن تكون بمعنى "إلى"؛ لأنَّهُ قابله إلى حيث قال: "فهجرَتُهُ إلى مَا هاجَرَ إليهِ" (٣).


(١) في "التعيين" (٤١): "مما يُسْتَحْلى عند عامة الناس" فليحرر.
(٢) أي: مَن كانت هجرته لعلة دنيا أو لأجل دنيا. انظر: "التعيين" (٣٩).
(٣) تقدَّم أن المؤلف أطال الكلام حول فوائد هذا الحديث ومسائله في كتابه "الإعلام" (١/ ١٣٨ - ٢٠٨) وقد اختصر ما في "الإعلام " ودوَنه في كتابه هذا مع بعض الفوائد التي توجد هنا ولا توجد هناك، ولذا فمن أراد الاستزادة فعليه بـ "الإعلام". ولابن دِحية رسالة في شرح هذا الحديث كما في الإعلام للمؤلف (١/ ٢٠٢)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، شرحٌ لهذا الحديث، انظره في: "مجموع الفتاوى" (١٨/ ٢٤٤ - ٢٨٥)، وللسيوطي رسالة -أيضًا- بعنوان "منتهى الآمال في شرح حديث إنما الأعمال".

<<  <   >  >>