والهاءُ والألفُ؛ كقولك: إنها قامت هندٌ، وإنها جلست جُملٌ. قال الله تعالى ذكره:(فإنها لا تعمى الأبصار). قال الفراءُ: والعربُ تُدخل الهاء مع إن دلالةً على الفعل الذي بعدها، فإذا قالوا: إنه قام عبد الله دلوا بالهاء على أن الفعل الذي بعدها مذكرٌ، وإذا قالوا: إنها قامت هندٌ دلوا بها على أن الفعل الذي يأتي بعدها مؤنثٌ. قال قيس بن الملوح المجنون:
ألا إن قول القائلين بأنها ... تجازى قُلوبُ العاشقين لباطلُ
فأنث الهاء؛ لأن بعدها فعل مؤنثٌ.
وقال الفراءُ: إذا كان بعد الهاء فعلٌ لمذكر لم يجز فيها إلا التذكير؛ كقولك: إنه قام زيد، وإنه قعد عمرو، وإذا كان بعدها فعلُ مؤنثٌ جاز فيها التذكيرُ والتأنيثُ؛ كقولك: إنها قامت هند، وإنه قامت هند. فمن أنثها قال: هي دلالةٌ على تأنيث الفعل الذي بعدها، ومن ذكَّرها قال: فِعلُ المؤنثِ قد يجوز تذكيره، فذكَّرتُ الهاء لهذا المعنى. وإذا كان بعدها فعلٌ مذكرٌ لم يجز فيها التأنيث؛ كقولك: إنه قام الهنداتُ، وإنه جلس جواريك، ولا يجوز: إنها قامت الهنداتُ وإنها جلس جواريك؛ لأن الفِعلَ الذي بعدها مذكرٌ. قال أبو بكر: هذا مذهب الفراء.