اعلم أن أسماء السور كلها مؤنثةٌ. تقول: هذه يونس، وهذه لُقمان والأعرافُ وآلُ عِمران أتقنتها، فإذا قلت هذه هُودٌ ونوحٌ كان ذلك مذهبان: إن شئتَ قلت: هذه هودٌ، ونوحٌ بالإجراء، وإن شئت قلت: هذه هودُ ونُوحُ بلا إجراءٍ.
فمن أجراهما قال: أردت هذه سورةُ نوحٍ، وسورةُ هودٍ، فحذفتُ السورة، وأقمتُ نوحاً وهوداً مُقامها، ومن لم يُجرهما قال: هما اسمان للسورتين، وهما مؤنثتان، وكذلك تقولُ: درستُ تنزيل السجدةِ حتى أتقنتها، ودرست تنزيلاً السجدة، ودرست تنزيلُ السجدة.
فمن قال: درستُ تنزيل السجدة قال: أردتُ أن أجعل تنزيل اسماً للسورة، فلم أُجره، ومن قال: درستُ تنزيلاً السجدة قال: أردت سورة تنزيل، فحذفت السورة، واقمت تنزيلاً مُقامها؛ كما قال (وسأل القرية التي كنا فيها) معناه: واسأل أهل القرية.