للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب

ما جاء في النعوتِ على مثال فعولٍ

اعلم أن فعولا إذا كان بتأويل فاعلٍ لم تدخُله هاءُ التأنيث إذا كان نعتاً لمؤنثٍ؛ كقولك: امرأةٌ ظلومٌ، وغضوبٌ، وقتول. معناه: امرأة ظالمة، فصُرِفتْ عن فاعلة إلى فعولٍ، فلم تدخلها هاء التأنيث، وإنما لم تدخُلها هاءُ التأنيث؛ لأنها لم تُبنَ على الفعل، وذلك أن فاعلاً مبنيٌّ على (فَعَل) ومفعلٌ مبنيٌّ على (أفعل)، وفعيلا مبنيٌّ على (فَعُل) وفَعِلا مبني على (فَعِلَ)؛ كقولك: قام فهو قائم، وأحسن فهو مُحسن، وظرُف فهو ظريف، وفَهِمَ فهو فَهِمٌ، وحَذِرَ فهو حَذِرٌ، فلما لم يكُن لفعولٍ فِعلٌ تدخُلهُ تاءُ التأنيث يُبنى عليه؛ كقولك: قامت تقومُ، وأحسنت تُحسنُ، وظرفتْ تظُرفُ، وفهمِتْ تفهِمُ لزمه التذكيرُ لهذا المعنى.

فإذا كان (فَعُولٌ) بتأويل مفعول دخلت الهاء؛ ليفرقوا بَيْنَ ما له الفِعلُ وبين ما الفِعلُ واقعٌ عليه، فمن ذلك قولهم: حَلُوبةٌ لما يُحتلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>