اعلم أنَّ (فَعِيلا) إذا كان نعتاً للفاعل دخلت الهاء في مؤنثه، وإذا كان للفاعل فهو مبني على الماضي والمستقبل. تقول من ذلك: رجُلٌ كريمٌ، وامرأةٌ كريمةٌ، ورجُلٌ ظريفٌ، وامرأةٌ ظريفةٌ، فتُدخِلُ الهاء فيه إذا كان مبنياً على الماضي والمستقبل؛ كما تدخُلُ في قولك: امرأةٌ قائمةٌ وجالسةٌ، إذ كانا مبنيين على قولك: قامت تقوم فهي قائمة، وجلست تجلِس فهي جالسة.
وإذا كان (فِعيلً) بمعنى مفعول لم يدخُل الهاءُ في مؤنثةٌ؛ كقولك: عينٌ كحيلٌ، وكفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهينٌ. معناه: عينٌ مكحولةٌ، وكفٌ مخضوبةٌ، ولحيةٌ مدهونةٌ، فصُرِفَ عن مفعول إلى (فَعِيلٍ) فأُلزم التذكير، فرقاً بين ماله الفِعلُ وبين ما الفِعلُ واقعٌ عليه، وكان الذي هو فاعلٌ أولى بثبات الهاء فيه؛ لأنه مبني على الفعل، والذي هو مفعول هو أولى بالتذكير؛ لأنه معدول عن بناء الفعل، فإن وجدت نعتاً من باب فعيل ظاهراً صاحِبه قد دخلته الهاء فهو من إخراج بيان التأنيث والاستيثاق منه؛ كما قالوا فرسة وعجوزة، فأدخلوا الهاء لتحقيق التأنيث أنشدنا عبد الله قال: أنشدنا يعقوب: