للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب

ذِكْرِ ما تدخله علامة التأنيث و [ما] لا تدخله

من النعوت التي جاءت على مثال فاعل

اعلم أن (فاعلاً) إذا اشترك فيه الرجالُ والنساءُ دخلته هاءُ التأنيثِ؛ كقِيلك: رجل قائم، وامرأة قائمة.

وإذا انفرد به النساءُ دُونَ الرجالِ لم تدخله هاءُ التأنيثِ؛ كقيلك: امرأة حائض وطالق وطامث. فإن قال قائل: لم قالت العرب: امرأة حائض وطالق وطامِث؟، فلم يُدخلوا الهاء في هؤلاء النعوت، وقالوا: امرأة قائمةٌ وجالسةٌ وقاعدةٌ، فأدخلوا الهاء في هؤلاء النعوتِ وما أشبههن؟

قيل له: في هذا ثلاثة أقوال:

قال الفراءُ وأصحابه: الهاء تَثبتُ في قائمةٍ وقاعدةٍ فرقاً بين المذكر والمؤنث؛ لأنهم لو قالوا: امرأة قائمٌ لالتبس بقولهم: رجلٌ قائمٌ، فلما كان ذلك كذلك احتاجوا إلى هاءٍ تفصِلُ بها بين فِعْلِ المذكرِ والمؤنثِ، ولما قالوا امرأةٌ حائضٌ وطالقٌ وطامِثٌ لم يحتاجوا إلى هاءٍ تَفْصِلُ بين فِعلِ المذكرِ والمؤنثِ؛ لأن المذكر لا حظَّ له في هذا الوصفِ.

وأنكر هذا على الفراء وجماعةٌ من النحويين، ونسبوه في ذلك إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>