ألا ترى أنهم لا يقولون: كرعتُ كرعا؛ كما يقولون: ذرعتُ الثوب ذرعاً، فلما لم يَحسُنْ منه فعلتُ زال عنه شَبَهُ المصدرِ، فذهب إلى أنه مؤنث، فلم يُجرِ، إذ كان قد يؤنث، فمن أجراهُ قال: سويدُ ابنُ كُراع، ومن لم يُجره قال: ابن كُراع.
ويجوز لمن سمَّى رجلاً بذراع ألا يُجريه، ويذهب إلى أنه مؤنث.
وقال سيبويه: كُراعٌ: "الوجهُ فيه تركُ الصرفِ [و] من العرب من يصرفُه يُشبهه بذراع؛ لأنه من أسماء المذكر. قال: وهو أخبثُ الوجهين".
وقال محمد بن يزيد: ذكر سيبويه واتبعه قوم كثيرٌ أنه لو سمى رجلاً ذراعا لصرفه في المعرفة، وحُجته أنه قال: كثرت تسميةُ الرجال به. فكأنه اسم صِيغ للمذكر. قال محمد بن يزيد: قال سيبويه: وبعضهم يصرف كُراعا، وترك الصرف فيه أجود؛ لأنه لم تَكثُر التسميةُ به، وقد سمّوا به، فمن صرف فالحجة فيه من باب الحجة في ذِراع. فافهم ما وصفت لك واقتبس عليه إن شاء الله.