التأنيث، والنون سقطت للجزم؛ لأن الأمر مبنيٌّ على الاستقبال والنون علامة التأنيث في فِعْل الجميع من المؤنث؛ كقولك: هنَّ يقمن، وأنتن تقمن. في النون ثلاثُ علامات: علامةُ الرفع، وعلامةُ الجمع، وعلامةُ التأنيثِ، وهي ثابتةٌ في النصب، والجزم. تقولك هن يقمن، أنتن تقمن. ففي النون ثلاث علامات، فلم تسقطْ في النصب والجزم؛ لأنها علامةُ الإضمار، وعلامةُ الإضمار لا تسقط؛ لأنها لو سقطتْ لاشتبه فعلُ جميع المؤنث بفعلِ الواحد المذكر.
ألا ترى أنهم لو أسقطوا النون، فقالوا: هن لم يقُمْ لكان ملتبساً بقولك: زيد لم يقُمْ.
* * *
وكسرةُ التأنيثِ في قولك: قُمْتِ، وقعَدْتِ، وأنتِ ضربتِه، وشتَمْتِه من العرب من يصلها بالياء. قال سيبويه: حدثني الخليل: أن ناساً يقولون: ضربتيه، فيلحقون الياء. قال: وهي قليلة فافهم ما وصفتُ لك، وقِسْ عليه إن شاء الله.