وهو كل ما عُبِدَ من دون الله من إنس وجن وغيره من حجر وخشب، وما سوى ذلك. قال: فهذا بينٌ لا مُدافعةٌ له، ولا شك فيه. قال: والذين قولهم إنه يكون واحداً لم يدفعوا أنه يكون جماعة، وادعاؤهم أنه واحد يحتاج إلى ثبت.
قلت: فهذا الذي قاله محمد بن يزيد يدلُّ على أنه لا يعرف حقيقة مَسْنَى التذكير في الطاغوت والتأنيث.
والقول في هذا عندي - وبالله التوفيق - أنه إذا ذُكر ذُهِبَ به إلى معنى الشيطان، وإذا أنثَ ذُهِبَ به إلى معنى الآلهة، وإذا جمع ذُهِبَ به إلى معنى الأصنام، وقد نزل القرآن بالمذاهب الثلاثة:
قال الله جل ثناؤه في التذكير:(يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) فذكر على معنى: أن يتحاكموا إلى الشيطان، ويقال: كعب بن أشرف هو الطاغوت، ويُحكى هذا القول عن مجاهدٍ، فهذا القول يحقق ما قلنا.
وقال عز رجلٌ في التأنيث:(والذين اجتنبوا الطاغوت أنْ يعبدوها) على معنى: اجتنبوا الآلهة، وقال في الجمع:(والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات)، فجمع على معنى: أولياؤهم الأصنامُ.