للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... فراقك لمْ أبخل وأنتِ صديقُ

وقال الفراء: إنما وحد الشاعر الصديق؛ لأنه أراد: وأنتِ من الصديق على معنى: أن قومك أصدقاء، فوحد الصديق، كما قال الآخر:

إن تميماً والدي وعمي

وكما قال الآخر:

فإن تصلوا ما قرب الله بيننا ... فإنكم أعمام أمي وخالها

أراد: إنما أتم هم وخال، وذلك جائز، لأنه ليس بخالٍ لح، ولا عم لحٌّ قال: وأنشدني أبو الجراح:

فأما أنت إلا شارف من صديقنا ... جُلبت لنا أو من عدو نُحاربه

قال: ولو كان عما لَحَّا لم يجز؛ ألا ترى أنك لا تقول لأبوي الرجل: هما أبواه وعماه، وإذا ولدته القبيلة التي أبوه منها قال: تميم أعمامي وأخوالي، وتميم عمي وخالي، وقال الفراء في قول الشاعر:

فلولا حُصينٌ عينهُ أن أمسوؤه ... وأن بني عمرو صديق ووالدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>