قولهم: رجُلٌ (فقاقة) و (هِلبَاجةٌ)، ولو أتى بغير هاء لكان صواباً. قال الفراء: أنشدني الكسائي:
فقلتُ للقيسي يوم الشجرة ... لا تحسبني فارساً كمطره
أراد رجُلاً يقال له مطر، فزاد فيه الهاء؛ لأنه هجاه فصيَّره كالمرأة.
فإن قال قائل: لم أدخلوا الهاء في فعيلة إذا كانت بتأويل فاعِلة، ولم يدُخلوا الهاء فيه إذا كان بمعنى مفعولة، ولم يدخلوا الهاء في (فعول) إذا كان بتأويل فاعلة، وأدخلوها في (فَعول) إذا كان بتأويلِ مفعولة؟
فيقال له: الفَرْقُ بين (فَعِيل) و (فَعول) أنّ (فعيلاً) مبنيٍّ على (فَعُلَ) فأدخلوا هاء التأنيث فيه لما كان مبنياً على فَعُلت تَفْعُل، ولم يُدخِلُوا الهاء فيه إذا كان بتأويل مفعول؛ ليفرُقوا بين الفاعل والمفعول.
و (فَعُول) غير مبنيٍّ على الفِعل، فلم يُدخلوا فيه الهاء لما كان غير مبني على الفِعل، فإذا كان بتأويل (مفعول) أدخلوا فيه الهاءَ فرقاً بين الفاعل والمفعول.