للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقول: عندي ألفُ ألفٍ، فتضيفُ الألف الأول إلى الألف الثاني، وعندي ألفا ألفٍ، وعندي ثلاثةُ آلاف ألفٍ، وكذلك إلى عشرة آلاف ألفٍ، وتقول: عندي ألفُ ألفِ ألفٍ، فتضيف الأول إلى الثاني، والثاني إلى الثالث، والمعنى: عندي ألفُ ألفٍ ألفَ مرةٍ.

ولا يجوز أنْ تضيف العشرين إلى النيف؛ لأن بينهما حرف نسقٍ. فإن قال: فلِمَ قالوا: عندي خمسة عشر فجمعوا بين الخمسة والشعر، ولم يقولوا: عندي خمسة عشرين؟ قيل له: العلة في هذا: أن آخر الخمسة يوافق آخر العشر، وذلك أن آخر الخمسة وآخر العشرة يعرب بالرفع والنصب والخفض، فجمع بينهما لاتفاق الطرفين، وآخر الخمسة مخالفٌ لآخر العشرين وذلك أنه يعرب بالرفع والنصب والخفض، وآخر العشرين مفتوح أبدا، فلم يجمعوا بينهما لاختلاف الطرفين. سمعت أبا العباس يحتج بهذا.

وقال الفراء: إذا نسبت إلى ثلاثةٍ وأربعةٍ وإن كان يُراد من بني ثلاثةٍ، أو أعطى ثلاثةً قلت: ثلاثي، وإن كان ثوباً أو شيئاً طوله ثلاثة أذرعٍ قلت: ثلاثي إلى العشر المذكر فيه كالمؤنث، والمؤنثُ كالمذكر. أرادوا أن يفرقوا بين النسبتين لاختلافهما؛ كما نسبوا إلى الرجل القديم: دُهْرِيٌّ، وإن كان من

<<  <  ج: ص:  >  >>