خط هذا الكتاب في يوم سبتٍ ... لثلاثٍ خلون من رمضان
وكذلك تقول: النسوة تحدثن عندك، والنساء تحدثت عندك، ويقال: تحدث النساء عندك، فسررن زيدا، وتحدث النساء عندك فسرت زيدا، وربما قالوا: تحدثت النساء عندك فسررن زيدا، والقياس مع أصحاب القول الأول، والقول الثاني ليس بخطأ؛ لأن من العرب من يجعله سمة القليل للكثر، وسمة الكثير للقليل. قال الله عز وجل:(لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواجٍ) وقرأ قوم: (لا تحل لك النساء) بالتاء والاختيار التذكير؛ لأن الهاء والنون في قوله (بهن) للقلة، وتذكير الفعل يدل على القلة، وإلى هذا كان يذهب الكسائي، والدليل على صحة هذا القول قول النابغة:
أخذ العذارى عقدها فنظمنه ... من لؤلؤ متتابعٍ متسرد
والهاء والنون للجمع القليل من المؤنث، والهاء والألف للجمع الكثير. تقول من ذلك: الدراهم قبضتهن في القلة. وفي الكثرة: الدراهم قبضتها، وكذلك بعثت إليه أكبشًا فأذبحهن، وكباشًا فأذبحها. قال الله عز وجل:(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله) ثم قال: