وقال السجستاني: حدثني الأصمعي قال: أنشدنية أعرابيٌّ من شِق اليمامة بغير هاءٍ: بيني فإنك طالقٌ. جعله بيتاً غير مصرع، وأراد: أنك قد طلقت.
وأنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء للفرزدق:
رأيتُ خُتُونَ العام والعام قبلهُ ... كحائضةٍ يُزنى بها غير طاهر
فأدخل هاء التأنيث في حائضة؛ لأنه بناه على المستقبلِ، وذكَّرَ (طاهراً)؛ لأنه أخرجه على حقِّه، ولم يبنِه على المستقبلِ.
ويجوز في (غير طاهر) الخفضُ والنصبُ، فمن نصبه نصبه على الحال من الهاء، ومن خفضه جعله نعتاً لحائضة.
وأما الذين نسبوا قول الفراء إلى التناقض في هذا الباب، واحتجوا عليه بأن العرب تقول: رجل بالغٌ، وامرأة بالغ، ورجُلٌ سافِرٌ، إذا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute