للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وذلك التحريم دين دائم إلي يوم القيامة كما سيأتي من قول أئمة المسلمين.

وعلام يصف الزائغ عن سنته المطهرة بأنه هالك كما قال (: ((قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك.)) . (١)

فعلام يدل هذا إن لم تكن أحكام السنة حجةً وديناً عاماً دائماً كالقرآن الكريم!

إن كل ما نقلناه هنا من هذه الأحاديث ونحوها كثير بمثابة التصريح من رسول الله (بأن سنته المطهرة حجة ودين عام دائم ملازم للقرآن الكريم.

وهذا ما فهمه الصحابة من رسول الله (، فهم أول المخَاطَبين بكتاب الله عز وجل، وفيه الأمر بطاعته (والتحذير من مخالفة أمره. قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} . (٢)

فهل هذا الأمر الإلهي بإتباع أمر نبيه (الوارد في سنته المطهرة أراد به رب العزة ألا يكون ديناً عاماً دائماً كالقرآن؟؟؟ .

إن القول بهذا طعن في القرآن نفسه، وفي عالمية الدعوة الإسلامية؛ ثم إن رب العزة يقسم بذاته المقدسة على عدم إيمان من يُحَكِّم رسوله في كل شأن من شئون حياته، ومن المعلوم بالضرورة، أننا نُحَكِّمْ الرسول (بذاته وهو حي، فإذا انتقل الرسول (إلي الرفيق الأعلى حَكَّمْنَا سنته المطهرة.


(١) جزء من حديث طويل أخرجه بن ماجه في سننه المقدمة، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ١/٢٩ رقم ٤٣، وبن
أبي عاصم في السنة، باب ذكر قول النبي (تركتم على مثل البيضاء، وتحذيره إياهم أن يتغيروا عما يتركهم عليه ١/٢٦
رقم ٤٨.
(٢) جزء من الآية ٦٣ النور.

<<  <   >  >>