للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تألم ولم يكن فيها حياة ففارقتها (لأنه لو كان فيها (١) حياة أو روح ففارقتها) لم يجز أخذها حال حياة الحيوان كسائر أعضائه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أبين من حي فهو ميت) (٢) ولا يدل نموها على أن فيها روحا وحياة فإن النخيل والأشجار تنمي بحالها ولا روح فيها فكذلك البيض وإذا ثبت أنه لا روح فيه ولم تحله حياة لم ينجس بالموت لأنه لا يسمى ميتة إلا ما كان فيه روح ففارقته ولا يلزم على هذا ما جسا (٣) من العقب وتشظا (٤) من أطراف الأنامل وطال من الظفر والقرون فإنه لا يحس ولا يألم لأن ذلك قد كانت فيه روح وحياة فزالت وإنما لم يحكم بنجاسته لاتصاله بالجملة الحية كاليد الشلاء (٥) فإذا قطع حكمنا بنجاسته بخلاف الصوف والشعر وأما العظم والقرن والظفر ففيها روح وحياة بدليل قوله عَزَّ وَجَلَّ (٦): (قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) (٧) ولا يحيي إلا ما كان فيه حياة ولأنها تحس ببرد (٨) البارد وحرارة الحار وبألم في (٩) باطن القرن دم ولا يكون ذلك إلا فيما فيه روح وحياة وإنما لم تحس وتألم بقطع ما طال من القرون والأظفار لما بينا أن الروح والحياة فارقتها وإذا ثبت أن فيها روحًا وحياة نجست بالموت كاللحم والعصب والجلد.


(١) ما بين القوسين في العباسية فقط ولا يتم المعنى إلا به
(٢) أبو داود ٣/ ٢٧٧، ابن ماجة ٢/ ١٠٧٢، البيان والتعريف ٣/ ١٧٠.
حسن الأثر ٤، تلخيص الحبير ١/ ٤٠، بلوغ المرام ٥ وقال (أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه).
(٣) جسا ضد لطف وجسأ جسوءا وجسأة. صلب (لسان العرب ١/ ٤٦٠، القاموس المحيط ١/ ٤٩١).
(٤) تشظا العود تطاير شظايا (ترتيب القاموس المحيط ٢/ ٧١٦).
(٥) الشلل في اليد يبسها أو ذهابها (القاموس المحيط ٢/ ٧٤٧).
(٦) في العباسية (تعالى) بدلًا من (عزَّ وجلَّ).
(٧) سورة يس آية ٧٨، ٧٩.
(٨) في العباسية (ببرودة) بدلا من (ببرد).
(٩) في العباسية (وفي) بدلا من (في) وهو الصحيح.

<<  <   >  >>