للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى وأسمائه وصفاته، وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول وقيام أفعال الرب عز وجل به، وأنها غير مخلوقة، وأن المخلوق هو المنفصل عنه، الكائن بفعله وأمره وتكوينه، فَفَصَل النزاع بهذه الترجمة أحسن فَصْل وأبينه وأوضحه؛ إذ فَرَّق بين الفعل والمفعول، وما يقوم بالرب سبحانه وما لا يقوم به، وبيَّن أن أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمَّى اسمه، ليست منفصلة خارجة مكونة؛ بل بها يقع التكوين، فجزاه الله سبحانه عن الإسلام والسنة، بل جزاهما عنه أفضل الجزاء. وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة، وهو المأثور عن سلف الأمة، وصرح به في كتاب «خلق أفعال العباد» (١)، وجعله قول العلماء مطلقًا، ولم يذكر فيه نزاعًا إلا عن الجهمية. وذكره [ب/ق ٦٢ أ] البغوي إجماعًا من أهل السنة.

وصرَّح البخاري في هذه الترجمة بأن [ظ/ق ٥٧ أ] كلام الله تعالى غير مخلوق، وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة.

ثم قال: باب قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} (٢)، ثم ساق أحاديث في القدر وإثباته.

ثم قال: باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ


(١) (ص/٣٦ ـ ٣٩، ٤١، ٤٢) رقم (١٢٥).
(٢) (٦/ ٢٧١٢) باب رقم (٢٨)، وساق فيه ستة أحاديث من رقم (٧٠١٥ ـ ٧٠٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>