بعض الدعاة إلى الله ممن عندهم نشاط في المواعظ والخطب يبذلون جهودًا كبيرة ولكن هذه الجهود في الغالب لا تثمر وذلك لفقدان التخطيط والتنظيم.
فالواجب على الداعية أن يركز على الأفراد الأكثر قابلية للدعوة. وخاصة الذين يرجى من وراء دعوتهم نصرة دين الله عز وجل.
وللداعية أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث إنه عليه الصلاة والسلام لم تنته فترة الدعوة السرية في مكة إلا وقد دخلت الدعوة إلى كل القبائل المشهورة في مكة فأسلم من كل عشيرة بعض أفراده.
إن الدعوة تحتاج إلى بعض الأفراد الذين لديهم القدرة على القيادة والتخطيط فيجب على الداعية أن يعمل جاهدًا على كسب هؤلاء الأفراد لكي تستفيد منهم الدعوة ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على إسلام عمر بن الخطاب وكان يدعو الله [أن يعز الإسلام بأحد العمرين] حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما رواه عنه البخاري: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
إلا أنه لا ينبغي ترك الأفراد المحبين للدعوة والملتفتين حولها والإعراض عنهم بهذه الحجة بل يجب إعطاؤهم نصيبهم من الدعوة.