إن التقويم من الداعية للمدعوين أمر ضروري إذ من خلاله يمكن أن يتعامل مع المدعوين بناء على ذلك التقويم.
والتقويم يكون الفرد المدعو عضوًا صالحًا في المجتمع الإسلامي، والتقويم يكون على الأقوال والأفعال التي يلمسها الداعية وتارة يكون على ما غاب عليه وذلك بأن ينقل إلى الداعية من أخبار المدعو ما يلزم تقويمه بعد التثبت من صحة ما نقل. وهذا الجانب أهم من الأول إذ إن المدعو قد يتصنع الاستقامة أمام الداعية. فإذا نقل إلى الداعية أن المدعو يصاحب أناسًا لا خير فيهم وجب التنبيه على ذلك بالرفق واللين كما تقدم.
ولهذا ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» ... ) رواه أبو داود.
ويقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... إن المقارن بالقرين يقتدي
ولا بد أن يشمل التقويم جميع الجوانب وإلا كان ناقصًا وعلى حساب جانب دون آخر فكما يجب تقويم الأفعال من عبادات وغيرها فيجب تقويم الأقوال والأخلاق والهيئة ... إلخ.