إن من عوامل نجاح الدعوة أن ينزل الداعية كل إنسان منزلته فمن كان من أهل المكانة والوجاهة أنزله المنزلة التي تليق به ومن كان شيخًا للقبيلة أنزله منزله وهكذا.
ومن أراد أن يسوي بين الناس في دعوته فيبوء بالفشل.
فلقد روى مسلم في مقدمة صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم» .
وفي سنن أبي داود من طريق ميمون بن أبي شبيب أن عائشة رضي الله عنها مر بها سائل فأعطته كسرة خبز ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في ذلك فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أنزلوا الناس منازلهم» - الحديثان مختلف في صحتهما فمن أهل العلم من يقول إنهما منقطعان ومنهم من يجعلهما متصلين.
قال الحافظ النووي رحمه الله كما في شرحه لصحيح مسلم: ومن فوائده: تفاضل الناس في الحقوق على حسب منازلهم ومراتبهم وهذا في بعض الأحكام أو أكثرها. اهـ.
وكان النبي عليه الصلاة والسلام: إذا كتب كتابًا إلى ملك أو غيره أنزله منزلته فمن ذلك مثلًا «من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم» الفتح ١ / ٣٢.