للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - الحلم: وهو أمر مهم للداعية وله أسوة حسنة بخيرة خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: «كنت ماشيًا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي وقد أثرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال الأعرابي: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر له بعطاء» . الفتح ١٠ / ٥٠٣.

فانظر إلى حلمه وتواضعه عليه الصلاة والسلام على هذا الأعرابي.

فيلزم الداعية التخلق بهذا الخلق الحسن ولكن لا يصل به الحال إلى درجة الذل فأحيانًا يصفح عمن أساء إليه لأنها من صفات المؤمنين وأحيانًا أخرى ينتصر لنفسه لتظهر قوته ومكانته ويرهبه أعداء الله عز وجل. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} سورة الشورى: آية ٣٩.

<<  <   >  >>