يجتمعا في وقت واحد، بل الأمران جائزان، وجائز عكسهما. هذا هو المختار عند فحول هذا الفن، وإن ذهب بعضهم إلى لزوم المعيّة، وبعضهم إلى دخول الأوَّل في الحكم قبل الذي.
وفي حتَّى التي للعطف حرف عطف للجمع والغاية، وإنَّما لم يقل لمطلق الجمع كما قال في النوع الثالث من الباب الثَّاني إشعارًا إلى ما قاله بعض النُّحاة، وهو أن يكون فيها جمع وترتيب، ومهملة متوسطة بين الفاء وثمَّ.
وفي ثمَّ حرف عطف للترتيب والمهلة. قال في "القاموس": ثمّ حرف يقتضي ثلاثة أمور:
التشريك في الأمر أو قد يتخلّف [بأن تقع زائدة كما في:{أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}].
[والثالث: المُهْلَة]، أو قد يتخلّف كقولك: أعجبني ما صنعتَ اليوم، ثمَ ما صنعتَ أمسِ أعجبُ. لأنَّ ثمّ فيه لترتيب الأخبار ولا تراخي بين الإخبارين انتهى.